مقدمة المؤلف
  وبعد: فيقول الفقير إلى الله تعالى المذنب المقصر قاسم بن أحمد المهدي الحوثي: هذه حكم متناثرة ألفتها، وقصص جمعتها، وحكايات استحسنتها، صادقة التعبير، واضحة التصوير، هادفة للندب البصير. قصدت بها:
  أولاً: وجه الله تعالى.
  ثانياً: النصيحة لكل مسلم، وأنا عضو من ذلك الجسد الكبير، وقد قيل في الحكمة:
  فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح
  ثالثاً: للاستبصار والاعتبار لمن شطح من الأغمار والشطّار، إن وفق الله تعالى
  للاقتداء بالصالحين، فقد تكون القصة الجميلة، والحكايات اللطيفة، والنكتة الطريفة لها تأثيرها وموقعها وطريقاً إلى القلب، فتجلو القلوب، وتخفف الكروب، وتجلب السرور والاطمئنان إلى حظيرة الإيمان، قال أمير المؤمنين علي #: إن هذه القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد فاجلوها بذكر الله تعالى وفي رواية: بالحكمة.
  رابعاً: للتبرك بالصالحين، وأقوالهم، وحكاياتهم - رضي الله تعالى عنهم -، وقد ملأت أخبارهم الأسفار، وسارت مسير الليل والنهار. ولأدخل إن شاء الله في الترغيب لمن عمل ذلك، ونشر ما هنالك، وإن كنت قليل البضاعة، غير مجود لتلك الصناعة، وقد قيل:
  على المرء أن يسعى إلى الخير جهده ... وليس عليه أن تتم المطالب
  ومن الترغيب في ذلك قول الرسول ÷: «أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم».