مقدمة المؤلف
  وعن أمير المؤمنين علي # يرفعه إلى رسول الله ÷ أنه قال: «ما أهدى المسلم إلى أخيه المسلم هدية أفضل من حكمة سمعها، فانطوى عليها ثم علمه إياها، يزيده الله بها هدى، وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».
  وعن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم #: نعمت الهدية الكلمة من الحكمة يحفظها الرجل حتى يهديها إلى أخيه المسلم، وأفضل الفائدة حديث سمعه الرجل فيحدث به أخاه.
  وقال بعض الحكماء: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمات والبركات.
  وقال بعضهم أيضا: الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع العبد المملوك حتى يجلس في مجالس الملوك.
  وقال العلامة الحسن بن محمد النحوي من أعلام تلامذة الإمام يحيى بن حمزة - رضي الله تعالى عنهم -: ذكر الصالحين وكراماتهم جلاء القلوب القاسية. وغير ذلك الكثير.
  وبعد فقد كنت في حديث طويل مع أحد الأعزاء علي، والمكرمين لدي، الذين خشيت عليهم مزالق الدنيا، ومرديات الأهواء، حتى دخلت معه في أخذ ورد عنيين، ودون جدوي أن أتغلب على غفلته كما قيل:
  وإِذا ضلت العقول إلى شيءٍ ... فماذا تقوله النصحاءُ
  فلا استماع للنصيحة، ولا التفات إلى الموعظة، وكأنه الحيوان الذي لا يهمه إلا الأكل والشرب، والسماع واللعب، يا للهول من قلوبنا القاسية، وطباعنا الجافية، وإعراضنا عن الله تعالى ورسوله ÷، نستغفر الله العظيم ونتوب إليه، وفي آخر