حكاية
  وأعنابك، وأشجارك، ثم ما رأيت من عبادتك طول الليل بعد أن أوهمتني أنك ستخرج من عندي للنوم، فأسألك بالله إلا ما أخبرتني بالحقيقة، فقال الرجل: لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا سألتني بالله فسأخبرك وأسألك بالله أن لا تخبر أحداً في حياتي، فهذه مزرعتي الذي تفضل الله تعالى لي بها وجعلها مصدر رزقي ورزق أولادي وعولي من الزرع والأعناب والفواكه المختلفة، والماء الكثير في البئر، فإن الله تعالى هداني ووفقني أن أقسم كل ما حصل منها أثلاثا، بعد أن أزكيه، فثلث للناشر، والوافد، والسائل، لا أرد أحداً منه، وجعلت له مستودعاً خاصاً، وثلث أرد به على المزرعة من الإصلاح والدمن وعمل وجهد، وثلث أتقوت أنا وعولى وضيفي ... وهكذا، وقد اتخذتها عادة منذ عشرات السنين تجدب الأرض ولا تجدب أرضي، ويأخذهم البرد ولا يأخذ أرضي، ويأخذهم الجراد ولا يأخذ أرضي، وتنضب آبارهم ولا تنضب بئري، فأنا أحمد الله - سبحانه وتعالى - أنا وعيالي على نعمه العظيمة، وآلائه الجسيمة، وخيره الجزيل، وعطائه الكبير، وأوصي أولادي بذلك ما حيوا، ويوصوا أولادهم كذلك. وأما قصة الصلاة في بيتي فإن أهل القرية لا يتنزهون من النجاسات، ولا يتطهرون، ولا يصلون الصلاة لأوقاتها، وإذا نصحتهم عصوني، وطمعوا في مالي، وفعلوا لي الغرماء والمؤذين، فأنا أصلي في بيتي فإذا حضروا للصلاة في آخر الأوقات صليت معهم، وأما ما رأيت في صلاة الليل فلو قمنا حتى نكون كأوتار وركعنا حتى نكون كالحنايا، وسجدنا حتى تقع علينا الطير ما أدينا شكر أقل نعمة من نعم ربنا، وأستغفر الله تعالى، فنعم الله تعالى كلها عظيمة، وأما ما رأيت من المنازعات معهم عند المسجد وعند الوضوء فذلك أنك تعرف أن بعض القبائل لا يرحمون أحداً ولا يقترعون إلا من إنسان