حكاية راهب
حكاية راهب
  قال ابن الجوزي: رأيت راهباً ضعيفاً فقلت له: أنت عليل؟ قال: نعم قلت: منذ كم؟ قال: منذ عرفت نفسي، فقلت له: تداوي قال: أعياني الدواء ولكن عزمت على الكي، قلت: وما الكي؟ قال: مخالفة الهوى.
الإمام يحيى بن حمزة بن علي الحسيني
  كان ممن يخاف الله تعالى ويعصي هواه، عاش إحدى وثمانين سنة، ومات وهو صحيح الحواس كلها ما سقط له سن، ولا ظهرت عليه علامات الشيخوخة إلا بياض لحيته، وكان تلامذته ومريدوه يعجبون من نعومة وجهه وسواد حاجبيه، له فضائل جمة ومؤلفات واسعة، قيل: إنه كان يكتب ويؤلف كل يوم كراساً، ومؤلفاته لا سبيل إلى استقصائها لو لم يكن له إلا (الانتصار) ثمانية عشر مجلداً و (التصفية) في علم الطريقة وعدة مؤلفات إلى نيف وخمسين مؤلفاً بعضها عدة مجلدات، وكان كثير العبادة والصوم ويقتات الشعير، ويقول: البر لا يأكله إلا المترفون
  ومن مأثور كلامه: أقول: حق على من كان الموت، مصرعه والتراب مضجعه، والقبر مقره، وبطن الأرض موطنه ومستقره، واللحد ضامه والدود أنيسه، ونكير ومنكر جليسه، والقيامة موعده، والجنة والنار مورده، لا يزال فكره إلا في الموت وأهواله، ولا همة له إلا في انقطاع العمر وزواله، ولا ذكر له إلا به، ولا فكر إلا فيه، ولا استعداد إلا لأجله، ولا تدبر إلا لوقوعه، ولا تعريج إلا