من كلام الإمام الناصر في الشكر
  عليه، ولا اهتمام إلا به، ولا حوم إلا حوله، ولا انتظار إلا لنزوله، ولا تربص إلا لهجومه، وخليق أن يعد نفسه في الموتى ويراها في أصحاب القبور، فكل ما هو آتٍ قريب، والبعيد ما ليس بآتٍ، ومصداق ذلك ما أثر عن صاحب الشريعة صلوات الله تعالى عليه وآله: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
من كلام الإمام الناصر في الشكر
  هو الإمام محمد بن علي بن صلاح الدين من رسالة إلى القاضي العلامة عبد الله بن الحسن الدواري يصف عجزه عن أداء الشكر الواجب عليه الله تعالى قال:
  الحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على كل حال، وهذا وإن كان من أنواع الشكر فهو بالإضافة إلى الشكر الحقيقي غير معدود، ونحن مقصرون عن الشكر الكلي، وهيهات أن نتسنم إلى حضيضه لنكوس الجد، وضعف المريرة، وتلويث القلب بالشعب الدنيوية، وملابسة الفكرة لأحوال العاجلة، إذ كان الشكر من صفات السالكين، ونحن منهم بمعزل، وهم يقولون: إن الشكر لا ينتظم إلا من ثلاثة أصول: علم، وحال، وعمل، وعلى التحقيق لا حظ لنا فيها إلا في واحد منها، فأما نفثات اللسان في بعض الأحيان، وجنوح الجنان في أوبة من الزمان، فهذا شكر الوكلة، وبضاعة الثكلة، وهو صنعتنا الغالبة، وأحوالنا المتناسبة، وعسى ولعل فقد ورد في الأثر: (ذنوب المُقربين حسنات الأبرار)، وما هذا معناه، وفي بعض الآثار أنه ÷ قال لرجل: «كيف أصبحت؟» قال: بخير يا رسول الله، فأعاد السؤال عليه وأعاد حتى قال في الثالثة: بخير الحمد لله وأشكره