طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الإمام يحيى في دست ملكه

صفحة 200 - الجزء 1

  لسان، لا إله إلا الله المعروف بالإحسان، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، ولا شيء بعده، لا إله إلا الله، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، حسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير.

  فإذا فرغ من الحزب كرر قول: لا إله إلا الله يشدد بالقول لفظ الإثبات إلاّ الله من مائة إلى مائتين إلى ثلاثمائة إلى أَربعمائة إلى الخمس مائة، إلى الألف إلى أكثر من ذلك، فإنه يرى العجائب والأنوار، والأسرار، والأفكار، إن شاء الله لأن قول لا إله إلا الله ترفع الحجب.

الإمام يحيى في دست ملكه

  كان الإمام يحيى بن محمد حميد الدين في دست ملكه بين وزرائه، وكتبته، وخاصته، وقد صفا له الزمان، وكان في المجلس السيد الشاعر يحيى بن الهادي فاستأذن على الإمام السيد العلامة أبو دنيا فدخل وسلم وأخذ مقعده، فأشار الإمام إلى الشاعر أن يأتي بشعر ارتجالاً يتناسب مع دخول أبي دنيا فقال بديهة:

  هي الدنيا فلا تستعذبوها ... وإن تعد الوصال فكذبوها

  غرور لا يمال إلى هواها ... وإن كذبتموني جربوها

  ولست بآمن الدنيا وعنها ... يحذرني غوايلها أبوها

  وأشار إلى أبي دنيا فكبر من في المجلس، واستحسنوا ذلك لأنها كانت كنذير بتقلب الدنيا، أما الإمام فقد وضع كم قميصه على وجهه باكياً ومنتحباً.