طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

النبي إدريس #

صفحة 23 - الجزء 1

  فأتاه في صورة بني آدم، وكان إدريس # يصوم الدهر، فلما كان وقت إفطاره دعاه إلى طعامه فأبى أن يأكل وفعل ذلك ثلاث ليال فأنكره، وقال في الليلة الثالثة: إني أريد أن أعلم من أنت؟ قال: أنا ملك الموت استأذنت ربي أن أزورك وأصاحبك فأذن لي في ذلك، فقال إِدريس: لي إليك حاجة! فقال: ما هي؟ قال: اقبض روحي، فأوحى الله تعالى إليه: أن اقبض روحه ثم ردها الله عليه بعد ساعة، فقال له ملك الموت: فما الفائدة في سؤالك قبض الروح؟ قال: لأذوق كرب الموت وغمه فأكون له أشد استعداداً، ثم قال: لي إليك حاجة قال: ما هي؟ قال: ترفعني إلى السماء لأنظر إلى النار وإلى الجنة، فأذن له في ذلك، فلما قرب من النار قال: لي إليك حاجة! قال: وما تريد؟ قال: تسأل مالكاً فيفتح لي أبواب النار حتي أراها، ففعل ذلك، ثم قال: فكما أريتني النار فأرني الجنة، فذهب به إلى الجنة فاستفتحها ففتحت له أبوابها، فدخلها، فقال له ملك الموت: اخرج لتعود إلى مقرك في الدنيا فتعلق بشجرة وقال: لا أخرج منها، فبعث الله ملكاً حكماً بينهما، فقال له الملك: مالك لا تخرج؟ قال: لأن الله تعالى قال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}⁣[آل عمران: ١٨٥] وقد ذقته وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}⁣[مريم: ٧١]، وقد وردتها، وقال تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ٤٨}⁣[الحجر] فلست أخرج، فقال الله تعالى لملك الموت: (دعه فإنه بإذني دخل الجنة وبأمري لا يخرج). فهو حي هناك فتارة يعبد الله تعالى في السماء الرابعة وتارة ينعم في الجنة والله أعلم⁣(⁣١).


(١) هذه القصة من القصص الترغيبية وأنا أشك في صحتها لعدة أمور:

الأول: هو أن القرآن نزل على سيدنا محمد الأمين صلى الله عليه وآله الطاهرين.

الثاني: أنها لا تتماشى مع أخلاق الأنبياء في الوفاء وهم أوفى الناس.

الثالث: أن حب الله وحب عبادته عند الأنبياء تفوق رغبتهم في الجنة.