النبي إدريس #
  فأتاه في صورة بني آدم، وكان إدريس # يصوم الدهر، فلما كان وقت إفطاره دعاه إلى طعامه فأبى أن يأكل وفعل ذلك ثلاث ليال فأنكره، وقال في الليلة الثالثة: إني أريد أن أعلم من أنت؟ قال: أنا ملك الموت استأذنت ربي أن أزورك وأصاحبك فأذن لي في ذلك، فقال إِدريس: لي إليك حاجة! فقال: ما هي؟ قال: اقبض روحي، فأوحى الله تعالى إليه: أن اقبض روحه ثم ردها الله عليه بعد ساعة، فقال له ملك الموت: فما الفائدة في سؤالك قبض الروح؟ قال: لأذوق كرب الموت وغمه فأكون له أشد استعداداً، ثم قال: لي إليك حاجة قال: ما هي؟ قال: ترفعني إلى السماء لأنظر إلى النار وإلى الجنة، فأذن له في ذلك، فلما قرب من النار قال: لي إليك حاجة! قال: وما تريد؟ قال: تسأل مالكاً فيفتح لي أبواب النار حتي أراها، ففعل ذلك، ثم قال: فكما أريتني النار فأرني الجنة، فذهب به إلى الجنة فاستفتحها ففتحت له أبوابها، فدخلها، فقال له ملك الموت: اخرج لتعود إلى مقرك في الدنيا فتعلق بشجرة وقال: لا أخرج منها، فبعث الله ملكاً حكماً بينهما، فقال له الملك: مالك لا تخرج؟ قال: لأن الله تعالى قال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[آل عمران: ١٨٥] وقد ذقته وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}[مريم: ٧١]، وقد وردتها، وقال تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ٤٨}[الحجر] فلست أخرج، فقال الله تعالى لملك الموت: (دعه فإنه بإذني دخل الجنة وبأمري لا يخرج). فهو حي هناك فتارة يعبد الله تعالى في السماء الرابعة وتارة ينعم في الجنة والله أعلم(١).
(١) هذه القصة من القصص الترغيبية وأنا أشك في صحتها لعدة أمور:
الأول: هو أن القرآن نزل على سيدنا محمد الأمين صلى الله عليه وآله الطاهرين.
الثاني: أنها لا تتماشى مع أخلاق الأنبياء في الوفاء وهم أوفى الناس.
الثالث: أن حب الله وحب عبادته عند الأنبياء تفوق رغبتهم في الجنة.