صفات رسول الله ÷

  روى أنَّ من كانت عنده صفة النبي ÷ في منزله، أو في رحله، أو بين أمتعته، أو حفظها عن ظهر قلب وكان ظاعناً أو قاطناً، إلا أمن من السرق والغرق والحرق وجور السلطان، وإلا وتوفق الخير الدنيا والآخرة، ولم يفارق منزله السرور أبداً وبارك الله تعالى له في ماله وولده وعمره، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}⁣[التوبة] وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم].

  وروى الإمام زيد بن علي بن الحسين # ورضوان الله تعالى عليهم أجمعين عن الحسين بن علي بن أبي طالب # بينما علي # بين أظهرهم بالكوفة في صحن مسجدكم هذا محتبياً بحمائل سيفه، وحولَهُ الناس محدقون به، وأقرب الناس منه أصحاب رسول الله ÷ والتابعون يلونهم، إذ قال له رجل من أصحابه: يا أمير المؤمنين صف لنا رسول الله ÷ كأنا ننظر اليه فإنك أحفظ لذلك منا، قال: فصوب رأسه ورقَّ الذكر رسول الله واغرورقت عيناه، قال: ثم رفع رأسه، ثم قال: نعم كان رسول الله ÷ أبيض اللون، مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، دقيق العرنين، أسهل الخدين، دقيق المسربة، كث اللحية، كان شعره مع شحمة أذنيه إذا طال كأنها عنقه إبريق فضة، له شعر من لبته الى سرته يجري كالقضيب لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره إلا نبذات في صدره، شئن الكف والقدم، إذا مشى كأنما يقلع من صخر أو ينحدر من صبب،