حكاية البطريق الذي جاء رسولا من ملك الروم
  وأما نفس تنفس ليس له لحم ولا دم فهو الصبح قال الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ١٧ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ١٨}[التكوير]، وأما النفس التي إن ماتت أعاشت مكانها نفساً أخرى فهي البقرة التي ذكرها الله في القرآن: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ٧٣}[البقرة]. وأما نفس تتكلم ليس لها لحم ولا دم فهي النار لقول الله ø: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ٣٠}[ق]، وأما طير لم يبضه طير، ولم يحضن عليه طير فهو طير عيسى # إذ قال الله ø: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ}[آل عمران: ٤٩]، وأما شيء قليله حلال وكثيره حرام فهو نهر طالوت إذ قال الله ø: {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}[البقرة: ٢٤٩]، وأمَّا الرجل الذي كان جالساً عند امرأته له حلال فلما استوى قائماً حرمت عليه وحلت له قبل جلوسه، فرجل قال لامرأته: أنت علي كظهر أمي فحرمت عليه أن يمسَّها، فقام فندم قبل جلوسه فأعتق نسمة فحلت له قبل جلوسه، وأما رسول بعثه الله تعالى ليس من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة فالغراب الذي قال الله ø: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ}[المائدة: ٣١]، وأما النذير الذي أنذر قومه ليس من الجن، ولا من الإنس، ولا من الملائكة فهي النملة، قال الله تعالى: {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ}[النمل: ١٨]، وأمَّا قوم أحياهم الله ثلاث مرات وأماتهم مرتين، فهو قول الله ø: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ