طرائف وأخبار عن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة @
  سلالة من شاددين الإله ... فطهر بالسيف أوزارها
  فمات وأبقى لنا بعده ... شموس الملوك وأقمارها
  وهو الذي عمر حصن ظفار وحصَّنه، وشيده، وأتقنه، وعمر مدارس العلم وأنفق عليها أموالاً جزيلة، وجمع في خزانته من الكتب ما ليس يلقى في مثله في سائر الخزائن، وأوقع بالمطرفية وهم فرقة من الزيدية ينسبون إلى مطرف بن شهاب، وكان قد فشا أمرهم وظهر مذهبهم القبيح، واعتقادهم الفاسد، من قولهم التأثير في العالم للطبائع الأربع، وإن البرد والمطر والموت دون مائة وعشرين سنة والخلقة الشوهاء وحشرات الأرض وغير ذلك ليس من فعل الله ولا باختياره، وكان فيهم زهادة وعبادة وتقشف، واستغووا به عامة الناس وجهلتهم فجرد فيهم السيف حتى كاد يأتي على آخرهم، وسبى ذراريهم وخرّب مساجدهم، ودمر ديارهم، وعفا آثارهم، وطمس مذهبهم فانقرضوا حتى لا يكاد يلقى منهم عشرة أنفس إلا في رؤوس الجبال الشواهق، بعد أن كانوا ألوفاً مؤلفة، فأنشأ رجل منهم يقال له: ابن النساخ رسالة إلى الخليفة العباسي ببغداد وهو الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الحسن المستضيء، فيقال: إن بسببها كان دخول الملك المسعود اليمن في سنة اثنتي عشرة وستمائة، وأن الخليفة عزم على السلطان الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب في تصدير بعض ولده إلى الإمام لحرب الإمام عبد الله بن حمزة، فإن الرسالة أقامته وأقعدته، وبلغت منه مبلغاً عظيماً كما قيل، ولم يزل الإمام قائمً بالإمامة إلى أن توفي، وكانت وفاته يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم أول سنة أربع عشرة وستمائة في حصن كوكبان، ثم نقل إلى بكر، ثم نقل إلى مشهده المعروف بحصنه بظفار، وكان مولده في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وستين وخمسمائة |.
  قال: انتهى بلفظه.