في طلب العلم
في طلب العلم
  ومن (تيسير المطالب) حكي عن الأصمعي أنه قال: رآني أعرابي وأنا أطلب العلم فقال لي: يا أخا الحضر، عليك بلزوم ما أنت فيه، فإن العلم زين في المجالس، وحلية بين الإخوان، وصاحب في الغربة، ودليل على المروءة ثم أنشأ يقول:
  تعلم فليس المرء يولد عالماً ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
  وإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عليه المحافل
  ومنها قال: قرأنا علي أبي العباس أحمد بن يحيي لأبي الأسود الدؤلي:
  العلم زين وتشريف لصاحبه ... فاطلب هديت فنون العلم والأدبا
  لاخير فيمن له أصل بلا أدبٍ ... حتى يكون على مازانه حدبا
  كم من كريم أخي عي وطمطمة ... فَلْم لدى القوم معروف إذا انتسبا
  في بيت مكرمة آباؤه نجب ... كانوا الرؤوس فأمسي بعدهم ذنبا
  وخامل حامل للعلم ذي أدب ... نال المعالي بالآداب والرتبا
  أمسى عزيزا عظيم الشأن مشتهراً في خده صعر قدظل محتجبا
  العلم كنز وذخر لا نفاد له ... نعم القرين إذا ما صاحب صحبا
  قد يجمع المرء مالاً ثم يحرمه ... عما قليل فيلقى الذل والجربا
  وجامع العلم مغبوط به أبداً ... ولا يحاذر منه الفوت والسلبا
  يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه ... لا تعدلن به دُرّاً ولا ذهبا