طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

طرفة عن بعض المعاصرين

صفحة 249 - الجزء 1

  قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ١٩}⁣[النور] وعن أبي هريرة قال: (لعن رسول الله ÷ الرجل يلبس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل)، وعن ابن مسعود قال: (لعن رسول الله ÷ الواشمات، والمتوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله)، وأخرج مسلم وغيره: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يعرفن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).

  وفي سبيل وقاية الإنسان مما يحرك غرائزه ويثير نوازعه أمر الإسلام بغض البصر، وعدم تتبع العورات، فالنظر محرك للشهوات وباعثها، والنافذة التي تنفذ من خلالها عوامل الميل والرغبة، فالله تعالى جعل البصر مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته، وصدق رسول الله ÷ حيث يقول: «الإثم حواز القلوب وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع» ويقول: «ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه».

  إن النظرة كما يقولون تفعل فعل السهم في الرمية إن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة في الحطب إن لم تحرقه كله أحرقت بعضه، قال الرسول ÷: «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد

  حلاوته في قلبه» رواه الطبراني والحاكم. وفي حديث آخر للرسول ÷