طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أبيات لإبراهيم بن أدهم

صفحة 270 - الجزء 1

  علي خده فأفاق فقال: من هذا الذي شغلني عن ذكر مولاي؟ فقلت له: أنا الأصمعي، فما هذا البكاء؟ وما هذا الجزع؟ وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن

  الرسالة أليس الله ø قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب] فاستوى جالساً وقال: يا أصمعي هيهات إن الله خلق الجنة لمن أطاعه وإن كان عبداً حبشياً، وخلق النار

  لمن عصاه وإن كان حراً قرشياً، أما سمعت قول الله ø: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١}⁣[المؤمنون]. قال: فتركته على حاله ومضيت.

أبيات لإبراهيم بن أدهم

  وقال إبراهيم بن أدهم ¥:

  قم الليل يا هذا لعلك ترشد ... إلى كم تنام الليل والعمر ينفد

  أراك بطول الليل ويحك نائمًا ... وغيرك في محرابه يتهجد

  ولو علم البطال ما نال زاهدٌ ... من الأجر والإحسان ما كان يرقد

  فصام وقام الليل والناس نوم ... ويخلو برب واحد متفرد

  بحزم وعزم واجتهاد ورغبة ... ويعلم أن الله ذا العرش يعبد

  ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها ... لكان رسول الله حياً يخلد

  أترقد يا مغرور والنار توقد ... فلا حرها يطفى ولا الجمر يخمد

  فيا راكب العصيان ويحك خلها ... ستحشر عطشاناً ووجهك أسود

  فكم بين مشغول بطاعة ربه ... وآخر بالذنب الثقيل مقيد