حكاية من (تأريخ صنعاء)
  عليه، فغلبتني عيني فنمت فإذا كل قبر فتح فيه باب وإذا وُصفا مع كل جارية منهن طبق مغطى فيه هدية يدخلونها إلى كل قبر ما خلا القبر الذي أنا عليه، فنظرت إلى صاحب القبر فقلت له: لا أراه يدخل عليك شيء من هذه الهدايا، فقال لي: هؤلاء أهاليهم يدعون لهم وقد كانت هدايا تأتيني من قبل والدي ثم انقطعت عني؛ وذلك أنه شغل بتزويج أختي فلم يدع لي، قلت: ومن أبوك؟ فقال: هو فلان في موضع كذا وكذا من صنعاء، قلت: فتحب أن أكلمه في ذلك؟ قال: نعم وأَحسنْ ولم يكن لي معرفة بالرجل، ثم انتبهت فلما كان السحر خرجت حتى أتيت المنزل وإذا بالباب مفتوح والرجال يدخلون المنزل للوليمة، فقلت للخادم: قل لفلان إني على الباب، فخرج إلي فقال: ادخل مع القوم حتى تصيب معهم من طعامنا، فقلت: إني لم آتك لهذا، وقصصت عليه القصة فبكى وكثر بكاؤه، وقال: أما إنه قد كان ذلك، قال: ودعا بغلام له فأعتقه لابنه علي المكان.
  قلت: ومما يدل على بركة هذه المقبرة وفضلها وأنه يخرج منها سبعون ألف شهيد، ويفهم من ذلك والله أعلم أنه لا يخرج منها فاسق ما أخبرني به المقري العلامة شمس الدين أحمد بن حسن بن محمد بن إبراهيم الشاوري عن جده محمد بن إبراهيم المذكور وهو رجل عالم عامل، فاضل كامل، ولِيٌّ مشهور تقي مذكور، ذكره ونوه بذكره الشيخ جمال الدين محمد بن عمر العرابي في مناقب والده الشيخ عمر المذكور، قال: إنه خرج ذات يوم من الأيام للزيارة فوصل إلى مقبرة خزيمة المذكورة، فرأى ملكين قد أخرجا رجلاً من قبره وغلاه بالحديد، ورآهما يسحبانه نحو المنجل، وبلاد همدان، وهو يصرخ ويصيح، فتقدم إليهما، وقال لهما: بالله عليكما إلا ما تركتماه، ومد يده ليمنع عنه فوكزه أحدهما بيده في جنبه، وقال: أتنكر على ملائكة الله في شأن فاسق، قال: فما زالت تلك الوكزة تؤله حتى مات ¦.