طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن عيسي بن عبد الله

صفحة 277 - الجزء 1

  رضا الله ø عني في أن أقدح ناراً بيدي حتى إذا اضطرمت رميت نفسي فيها لفعلت، ولكن ما أعلم شيئاً أرضى لله ø عني من جهاد بني أمية. قال: فرجع فكان الخروج.

  حكاية منها أيضاً بسنده إلى أبي عوانة أنه قال: كان سفيان الثوري زيدياً وكان إذا ذكر زيد بن علي $ يقول: بذل مهجته لربه، وقام بالحق لخالقه، ولحق بالشهداء المرزوقين من آبائه، قال أبو عوانة: كان زيد بن علي يرى الحياة غراماً، وكان ضجراً بالحياة يعني مع أمراء الطاغوت.

  وفيها قال: حدثنا عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عن رجل من أهل المدينة يقال له البانكي قال: خرجت أنا وزيد بن علي $ إلى العمرة فلما فرغنا من عمرتنا أقبلنا، فلما كنا بالعرج أخذنا طريقاً فلما استوينا على رأس الثنية نصف الليل استوى الثريا على رؤوسنا، فقال لي زيد بن علي $: يا بانكي، أترى الثريا ما أبعدها، أترى أن أحداً يعرف بُعْدَها؟ قلت: لا، قال: والله لوددت أن يدي ملتصقة بها ثم أفلت حتى وقعت حيث وقعت، وأن الله أصلح بي أمر أمة محمد ÷.

  وفي (الأمالي) بسنده عن المغيرة الضبي قال: كان سلمة بن كهيل أشد الناس على زيد بن علي $ ينهاه عن الخروج وينهى الناس عن الخروج معه، فلما قتل رأيته عند خشبته يبكي وقد انحني ويقول: لو نصرته، لو قتلت معه، لو ذبيت عنه. قلت: يعني أنه يتأوه ويوبخ نفسه على عدم الخروج معه.