ومن شمائله ÷
  المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله تعالى عنها - عند بداية الوحي فارتاع منه: (كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر).
  قلت: خمس يمن الله تعالى على صاحبها بخير الدنيا والآخرة، ويصرف دنيا والآخرة.
  وكان ÷ ينام بعد العشاء الآخرة مبكراً ويستيقظ بعد مضي نصف الليل وأحياناً قبل ذلك وأحيانا عند صياح الديك، وإذا استيقظ مسح بيده على عينيه المباركتين الشريفتين، ثم استعمل السواك ثم توضأ، وكان إذا قرأ من الليل رفع طوراً وخفض طوراً، وربما سمعه من في الحجرة، وكان يعقد التسبيح بيمينه وكان إذا أصابته شدة دعا وربما رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه، وكان إذا أصابه كرب أو غم يقول: «حسبي الرب من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، وإذا أهمه أمر رفع رأسه إلى السماء وقال: «سبحان الله العظيم»، وإذا اجتهد في الدعاء قال: «يا حي ياقيوم».
  كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظٍ، ولا غليظٍ، ولا صخابٍ، ولا، فحاشٍ، ولا عيابٍ، ولا مداحٍ، فطَرَهُ الله تعالى على كل ما هو فاضل وكامل وعظيم صلى عليه ربه ø وملائكتُه، وأمر المسلمين بالصلاة والسلام عليه ÷ على طول الأزمان والدهور بركة لهم وقضاء لحاجاتهم ونجاة لهم، اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين