طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

قصة الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها

صفحة 308 - الجزء 1

  هكذا نفعل بمن يعصيك، فرفع الطاعون عنهم، فحسب من هلك من بني إسرائيل من الطاعون فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص فوجده قد أهلك منهم سبعين ألف نفس في ساعة واحدة، فمن هناك يُعطي بنو إسرائيل لبنيه من كل ذبيحة ذبحوها الخاصر والذراع واللحي، لاعتماده بالحربة على خاصرته، وأخذه إياها بذراعه، وإسنادها إلى لحيته، والبكر من كل أموالهم، لأنه كان بكر العيزار بن هارون، وأنزل الله تعالى على رسوله محمد ÷: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} الآية [الأعراف: ١٧٥]. قلت للتسلية والاعتبار.

  وقال آخرون: هو من بني إسرائيل يقال له بلعام أوتي النبوة فرشاه قومه⁣(⁣١) على أن يسكت ففعل، وتركهم على ما هم عليه. انتهى.

  وقال بعضُهم: هي في أمية بن أبي الصلت الثقفي، وكان من قراء الكتب، وعلم أن الله تعالى مرسل رسولاً في ذلك الوقت، ورجا أن يكون ذلك، فلما أرسل الله تعالى محمداً ÷ حسده وكذبه.

  ومنهم من قال: أنها نزلت في البسوس، وكان رجلاً قد أعطي ثلاث دعوات مستجابات، وكان له امرأة وله منها ولد فقالت له: اجعل لي منها واحدة، فقال: لك منها دعوةٌ فما تريدين؟ قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل، فدعا فجعلت أجمل امرأة في بني إسرائيل، فلما علمت أن ليس فيهم مثلها، رغبت عنه فغضب الرجل فدعا عليها فصارت كلبة نباحة فذهبت دعوتان، فجاء بنوها فقالوا: ليس لنا على هذا قرار ولا صبر صارت أمنا كلبة نباحة، وإن الناس يعيرونا بها، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها، فدعا الله فصارت كما كانت فذهبت فيها الثلاث الدعوات كلها.


(١) قد يكون من الصالحين فلا يمكن أن يعمل ذلك رجل آتاه الله النبوة.