طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عمرو بن مرة والمسترشد لدينه

صفحة 313 - الجزء 1

  انتظروا نكال الله، ثم وعظهم وذكرهم حتى أنابوا، وأظهروا التوبة، ثم قال: عاهدوا الله تعالى على أن لا تخيفوا الطريق، ولا تؤذوا الناس، فعاهدوه، فأعطاهم من أكل معه وقال: هذه سيارتي انتبهوا لها وسأطلع الجبل لزيارة الإمام وسأعود غداً إن شاء الله، فحرسوها حتى عاد إليهم، وهم منتظرون له، فدعا لهم بالتوفيق، والهداية، والرزق الحلال، بعد أن تابوا وأنابوا.

حكاية عمرو بن مرة والمسترشد لدينه

  الإمام عمرو بن مرة الجملي من رجال الجماعة متوفى سنة ١١٨ هـ. قال فيه مسعر بن كرام ما أدركت من الناس من له عقل كعقل ابن مرة.

  جاءه رجل فقال: عافاك الله جئت مستر شداً، إنني رجل دخلت في جميع هذه الأهواء فما أدخل في هوى منها إلا القرآن أدخلني فيه، ولم أخرج من هوى إلا القرآن أخرجني منه حتى بقيت ليس في يدي شيء، قال: فقال له عمرو بن مرة: الله الذي لا إله إلا هو جئت مستر شداً؟ فقال: والله الذي لا إله إلا هو لقد جئت مستر شداً.

  قال: نعم أرأيت هل اختلفوا في أن محمداً رسول الله وأن ما أتى به من الله حق؟ قال: لا، قال: فهل اختلفوا في دين الله أنه الإسلام؟ قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الكعبة أنها قبلة؟ قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الصلوات الخمس أنها خمس؟ قال: لا. قال: فهل اختلفوا في رمضان أنه شهرهم الذي يصومونه؟ قال: لا، قال: فهل اختلفوا في الحج أنه بيت الله الذي يحجونه؟ قال: لا، قال: فهل