طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في تفسير آية كريمة

صفحة 343 - الجزء 1

في تفسير آية كريمة

  قال الله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ٢٠ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٢١ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣}⁣[الذاريات].

  قال الشرفي في (المصابيح الساطعة الأنوار)، قال في (البرهان): (إنه لحق) يعني ما عدد عليهم من آياته في هذه السورة، وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «قاتل الله أقواماً أقسم لهم ربهم فلم يصدقوه». قال الهادي #: يريد - تعالى - أن في السماء ومن السماء ينزل الماء الذي منه وبه حياة كل شيء، وصلاح أرزاق كل شيء من الثمار والأشجار والزرع، مما يأكله الأنام، وتعيش به سوائم الأنعام، {وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢} يخبر أن من السماء ينزل عليهم كل وعيد من العذاب الفادح الشديد، المهلك العنيد، ثم أقسم - سبحانه - أن كل ما ذكر وعدد لنا وأخبر من البعث، والحساب، والثواب، والعقاب، وهبوط الأرزاق حق كما أنكم تنطقون حقاً لا شك فيه. انتهى.

  وعن الأصمعي: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود، فقال: من الرجل؟ قلت: من بني أصمع، قال: من أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن، قال: اتل علي، فتلوت {وَالذَّارِيَاتِ} فلما بلغت قوله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ}⁣[الذاريات: ٢٢] قال: يا أصمعي هذا كلام الرحمن؟ قلت: إي والذي بعث محمداً بالحق نبياً، فقال لي: حسبك فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من