طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية من (الأمالي الخميسية)

صفحة 345 - الجزء 1

حكاية من (الأمالي الخميسية)

  وفي (الأمالي الخميسية) عن ابن عباس قال: جاء رجل، فقال: يابن عباس إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، قال: أوبلغت ذلك؟ قال: أرجو، قال: إن لم تحسن أن تفتضح بثلاثة أحرف من كتاب الله فافعل، قال: وما هي؟ قال ابن عباس: قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}⁣[البقرة: ٤٤] أحكمت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فالحرف الثاني قوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٣}⁣[الصف] قال: أحكمت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فالحرف الثالث قول العبد الصالح شعيب: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}⁣[هود: ٨٨] أحكمت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فابدأ بنفسك. انتهى.

  وأنشد أبو الفضل يوسف بن محمد بن أحمد لبعضهم:

  بينا تراه مصلياً فإذا بصرت به ركع ... يبكي وجل بكائه ما للفريسة ما تقع

  وقوله:

  صلى وصام لأمر كان يطلبه ... لما انقضى الأمر لاصلى ولا صاما