الكلام عن الدنيا وتقلبها بأهلها
  وقيل في منثور الحكم: من الدنيا على الدنيا دليل.
  وقال الشاعر:
  تمتع من الأيام إن كنت حازماً ... فإنك منها بين ناه وآمر
  إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ... فما فاته منها فليس بضائر
  فلن تعدل الدنيا جناح بعوضة ... ولاوزن ذر من جناح لطائر
  فما رضي الدنيا ثواباً لمؤمن ... ولا رضي الدنيا جزاء لكافر
  وروي عنه ÷: «الدنيا يومان: يوم فرح، ويوم هم، وكلاهما زايل عنك، فدعوا ما يزول، وأتعبوا نفوسكم في العمل لما لا يزول».
  وقال عيسى #: لا تنازعوا أهل الدنيا في دنياهم فينازعوكم في دينكم، فلا دنياهم أصبتم ولا دينكم أبقيتم
  وقال علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه -: لا تكن ممن يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، فإن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، وينهى الناس ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل بعملهم، ويبغض الطالحين وهو منهم.
  وقال الحسن البصري: الدنيا كلها غم فما كان منها من سرور فهو ربح.
  وقال بعض العلماء: الدنيا كثيرة التغيير، سريعة التنكير، شديدة المكر دائمة الغدر، فاقطع أسباب الهوى عن قلبك، واجعل أبعد أملك بقية يومك، وكن كأنك ترى ثواب أعمالك.
  وقال بعض الحكماء: الدنيا إما مصيبة موجعة، وإما منية مفجعة. والله القائل