طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية البريطاني المطرب الذي أسلم وتاب

صفحة 359 - الجزء 1

  المطرب البريطاني الذي ضربت شهرته الآفاق - كات ستيفنز - الذي أصبح اسمه فيما بعد «يوسف إسلام» ها هو يرويها بنفسه وما أجمل حديث النفس عن النفس بصدق، ها هو يرويها بهذه السطور البليغة التعبير، البالغة التأثير فيقول:

  ولدت في لندن قلب العالم الغربي، ولدت في عصر التلفزيون وارتياد الفضاء، ولدت في عصر وصلت فيه التكنولوجيا إلى القمة في بلد معروف بحضارته في بريطانيا، ترعرعت في هذا المجتمع، وتعلمت في مدرسة كاثوليكية حيث علمتني المفهوم المسيحي النصراني للحياة والعقيدة، وعرفت ما يفترض أن أعرفه عن الله وعن المسيح # والقدر والخير والشر. حدثوني كثيراً عن الله وقليلاً عن المسيح، وأقل من ذلك عن روح القدس. كانت الحياة حولي مادية تنصب من كل أجهزة الإعلام حيث كانوا يعلموننا بأن الغنى هو الثروة الحقيقية والفقر هو الضياع الحقيقي، وأن الأمريكي هو المثل للغنى، والعالم الثالث هو المثل للفقر والمجاعة والجهل والضياع! ولذلك لا بد أن أختار طريق الغنى وأسلك مسلكه لأعيش حياة سعيدة وأفوز بنعيم الحياة، ولهذا فقد بنيت فلسفة الحياة على ألا علاقة لها بالدين، وانتهجت هذه الفلسفة لأدرك سعادة النفس، وبدأت أنظر إلى وسائل النجاح وكانت أسهل طريقة أن أشتري قيثارا وأؤلف بعض الأغاني وألحنها وأنطلق بين الناس، وهذا ما فعلته بالفعل بإسم - كات ستيفنز - وخلال فترة قصيرة حيث كنت في الثامنة عشرة من عمري كان لي ثمانية شرائط مسجلة، وبدأت أقدم الكثير من العروض وأجمع الكثير من الأموال حتى وصلت إلى القمة! وعندما كنت في القمة كنت أنظر إلى أسفل خوفاً من السقوط، وبدأ القلق ينتابني، وبدأت أشرب زجاجة كاملة كل يوم لأستجمع الشجاعة كي أغني، كنت أشعر أن الناس حولي يلبسون أقنعة ولا أحد يكشف عن وجهه القناع قناع الحقيقة! كان لا بد من النفاق حتى تبيع وتكسب وحتى