طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية البريطاني المطرب الذي أسلم وتاب

صفحة 360 - الجزء 1

  تعيش! وشعرت أن هذا ضلال، وبدأت أكره حياتي، واعتزلت الناس وأصابني المرض فنقلت إلى المستشفى مريضاً بالسل وهكذا كل المغنين يصابون بالسل والسرطان أو الأورام، وكانت فترة المستشفى خيراً لي حيث قادتني إلى التفكير، كان عندي إيمان بالله ولكن الكنيسة لم تعرفني ما هو الإله وعجزتُ عن إيصال حقيقة هذا الإله الذي تتحدثُ عنه! كانت الفكرة غامضة، وبدأت أفكر في طريقي إلى حياة جديدة وكان معي كتب عن العقيدة والشرق وكنت أبحث عن السلام والحقيقة. وانتابني شعور أن أتجه إلى غاية ما، ولكني لا أدرك كنهها ولا مفهومها، ولم أقنع أن أظل جالساً خالي الذهن بل بدأت أفكر وأبحث عن السعادة التي لم أجدها في الغنى ولا في الشهرة ولا في القمة ولا في الكنيسة، فطرقت باب البوذية والفلسفة الصينية فدرستها وظننت أن السعادة هي أن نتنبأ بما يحدث في الغد حتى نتجنب شروره فصرت قدرياً وآمنت بالنجوم والتنبؤ بالطالع ولكني وجدت ذلك كله هراء. ثم انتقلت إلى الشيوعية ظناً مني أن الخير هو أن نقسم ثروات هذا العالم على كل الناس، ولكن شعرت أن الشيوعية لا تتفق مع الفطرة، فالعدل أن تحصل على عائد مجهودك ولا يعود إلى جيب شخص آخر. ثم اتجهت إلى تعاطي العقاقير المهدئة لأقطع هذه السلسة القاسية من التفكير والحيرة وبعد فترة أدركت أنه ليست هناك عقيدة تعطيني الإجابة وتوضح لي الحقيقة التي أبحث عنها ويئست حيث لم أكن آنذاك أعرف شيئاً عن الإسلام فبقيت على معتقدي وفهمي الأول الذي تعلمته من الكنيسة حيث أيقنت أن هذه المعتقدات هراء وأن الكنيسة أفضل قليلاً منها، عدت إليها ثانية: وعكفت من جديد على تأليف الموسيقى وشعرت أنها هي ديني ولا دين لي سواها!

  وحاولت الإخلاص لهذا الدين حيث حاولت إجادة التأليف الموسيقي،