طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

صورة مما كان عليه الصحابة من الصبر والجهاد

صفحة 369 - الجزء 1

  فتبسم الرسول ÷ وقال لهما: «ارجعا إلى رحالكما اليوم واتيا غدا» فلما غدوا على رسول الله ÷ في اليوم التالي قالا له: هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى كسري؟ فقال لهما: «لن تلقيا كسرى بعد اليوم ... فلقد قتله الله حيث سلط عليه ابنه شيرويه في ليلة كذا ... من شهر كذا ..» وفي رواية (إن ربي قتل ربكما هذه الليلة).

  قلت: وقد عدت القصة من معجزاته ÷.

  فحدقا في وجه النبي ÷ وبدت الدهشة على وجهيهما وقالا: أتدري ما تقول؟! أنكتب بذلك الباذان؟! قال ÷: «نعم وقولا له: إن ديني سيبلغ ما وصل إليه ملك كسرى، وإنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملكتك على قومك».

  خرج الرجلان من عند رسول الله ÷ وقدما على باذان وأخبراه الخبر فقال: لئن كان ما قال محمدٌ حقاً فهو نبي، وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأياً. فلم يلبث أن قدم على باذان كتاب شيرويه وفيه يقول: أما بعد، فقد قتلت كسرى ولم أقتله إلا انتقاماً لقومنا فقد استحل قتل أشرافهم وسبي نسائهم وانتهاب أموالهم، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن عندك. فما أن قرأ باذان كتاب شيرويه حتى طرحه جانباً وأعلن دخوله في الإسلام، وأسلم من كان معه من الفرس في بلاد اليمن

  هذه قصة لقاء عبد الله بن حذافة بكسرى ملك الفرس. فما قصة لقائه لقيصر عظيم الروم؟ لقد كان لقاؤه لقيصر في خلافة عمر بن الخطاب وكانت له معه قصة من روائع القصص ...