حكاية التاجر المؤمن المتصدق
  وأدخل أبقاره صحن داره وقدم الطعام للضيف والعلف للأبقار، كان صاحب البيت معدماً، وكان قد أصابه ما أصاب الناس من هطول الثلج بكثرة، ولمدة طويلة فماتت مواشيه وتضرر زرعه، وكان متزوجاً وله ولد واحد في العقد الثاني من عمره، وكان في داره غرفتان غرفة يأوي إليها هو وزوجه وغرفة يأوي إليها ولده، واجتمعت العائلة حول الضيف الجديد، وابتدأ السمر شهياً طلياً عرف المضيف من خلاله أن ضيفه يحمل مبلغاً من المال، وفي الربع الثاني من الليل أوى المضيف مع زوجه إلى غرفتها، وأوى الضيف إلى غرفة ولد المضيف فنام الولد على فراشه في الزاوية اليمنى من الغرفة وأوى الضيف إلى فراشه في الزاوية اليسرى من الغرفة، وبعد أن سأل المضيف ضيفه عما إذا كان يحتاج إلى شيء ما واطمأن إلى راحته وتأكد حتى من وجود الماء لديه غادر إلى غرفته لينام هو أيضاً، وفي غرفته همست له زوجته: يا فلان إلى متى نبقى في عوز شديد؟ هذا الضيف غني ونحن بأشد الحاجة إلى ماله، وأبقاره، إننا مقبلون على مجاعة لا يستطيع الأغنياء أن يتغلبوا عليها إلا بمشقة بالغة وسنموت نحن بدون ريب، إننا نأكل يوماً ونجوع أياماً فكيف بنا إذا حلت بالقرية المجاعة المترقبة ولا مال عندنا ولا طعام؟ إن الفرصة سانحة اليوم ولن تعود مرة أخرى في يوم من الأيام، هلم إلى الضيف فاسلبه ماله وخذ أبقاره حتى نبقي على حياتنا وحياة ولدنا الوحيد، فقال لها الرجل: كيف وهو ضيفنا؟! كيف أسلبه ماله وأبقاره؟ كيف يسمح لنا بسلبه؟ قالت له زوجته: اقتله ثم نرميه في حفرة قريبة في بطن هذا الوادي ومن يعرف بخبره؟ من! وتردد الرجل وألحت المرأة وكان الشيطان ثالثهما فزُين للرجل قول امرأته، وألح هو أيضاً في الإقدام على قتل الضيف ... ولكي تقطع