طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

زيد بن حارثة

صفحة 47 - الجزء 1

  الله ÷ بالعتق. وقتل زيد بن حارثة بمؤتة من أرض الشام سنة ثمان من الهجرة، وقد كان الأمير على تلك الغزوة. وقال رسول الله ÷: «فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة، فقتلوا ثلاثتهم في تلك الغزوة، ولما أتى رسول الله ÷ نعي جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة بكى وقال: أخواي مؤنساي ومحدثاي». انتهى.

  وأئمة أهل البيت $ يرون أن الأمير كان جعفر، وأنه أول من قتل، ثم زيد، ثم عبد الله بن رواحة - رضي الله تعالى عنهم -.

  قال: حدثنا الليث بن سعد قال: (بلغني أن زيد بن حارثة اكثرى من رجل بغلاً من الطائف، اشترط عليه المكري أن ينزله حيث شاء، قال: فمال به إلى خربة فقال له: انزل فنزل فإذا في الخربة قتلى كثيرة، قال: فلما أراد أن يقتله قال له: دعني أصلي ركعتين، قال: صل فقد صلى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئاً، قال: فلما صليت أتاني ليقتلني، قال: فقلت: يا أرحم الراحمين، قال: فسمع صوتاً: لا تقتله، فهاب ذلك فخرج يطلبه فلم يجد شيئاً، فرجع إلىَّ فناديت: يا أرحم الراحمين، فعلت ذلك ثلاثاً، فإذا أنا بفارس على فرس في يده حربة حديد في رأسها مشعلة من نار فطعنه بها فأنفذه من ظهره فوقع ميتاً، ثم قال لي: لما دعوت المرة الأولى: يا أرحم الراحمين كنت في السماء السابعة، فلما دعوت المرة الثانية: يا أرحم الراحمين، كنت في السماء الدنيا، فلما دعوت المرة الثالثة: يا أرحم الراحمين أتيتك). انتهى من الاستيعاب.