فوائد العزلة وأدلتها كتابا وسنة
  الزمان إنما هي باللسان لا بالقلب والجنان ثم رجح العزلة والانفراد وهذه شكواه من زمانه
  وقد شكا من قبله ومن بعده، ومالوا إلى ما مال إليه من تفضيل العزلة على الخلطة فكيف بزماننا هذا وإنه للزمان الذي قال فيه أمير المؤمنين #: (يوشك للناس أن ينقصوا حتى لا يكون شيء أحب إلى امرئ مسلم من أخ مؤمن أو درهم حلال وأنّى له به وأنى له به) رواه في (المجموع) ومعناه أن الأخ الذي تنفعك أخوته في دينك ودنياك يقترب وقت نقصه شيئاً فشيئاً، وحيث أنه قرب نقصه في زمن علي # ففي زماننا قد تم النقصان وعليه شاهد الحال، فإن الأخ الصادق في وداده المعوان على النوائب قد صار أعز من الكبريت الأحمر.
  والأحاديث في الترغيب في العزلة إن لم تدل على وجوبها فأقل الأحوال أن تدل على تفضيلها، منها ما رواه المرشد بالله من طرق عن ابن عباس أن رسول الله ÷ خرج عليهم، فقال: «ألا أخبركم بخير الناس منزلة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: رجل يمسك بعنان فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، ألا أنبئكم بالذي يليه؟ امرؤٌ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس، ألا أنبئكم بشر الناس منزلة؟ الذي يسآئل بالله ولا يعطي»، وأخرجه النسائي والترمذي وحسنه، وابن حبان في (صحيحه) وابن أبي الدنيا في (كتاب العزلة)، وأخرجه الطبراني من حديث أم مبشر بأطول منه. وعن أبي سعيد الخدري نحوه رواه في (سلوة العارفين) للموفق بالله # وأخرجه البخاري ومسلم والحاكم وغيرهم، إلا أنه قال في رواية: يتقي الله ويدع الناس من شره.
  وفي (السلوة) عن سهل بن سعد الساعدي قال: سمعت رسول الله ÷