طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حديث الأعمش والمنصور

صفحة 58 - الجزء 1

  خلعته، ولا حملك على بغلته، إلا لأنك تحب الله ورسوله، لئن أقررت عيني لأقرن عينك. والله يا سليمان إني لأنفس بهذا الحديث الذي يسمعه وتسمعه، أخبرني أبي عن أبيه قال: كنا مع رسول الله ÷ جلوساً بباب داره، فإذا فاطمة قد أقبلت وهي حاملة الحسين وهي تبكي بكاء شديداً، فاستقبلها رسول الله ÷ فتناول الحسين منها وقال لها: (ما يبكيك يا فاطمة)؟ قالت: يا أبه، عيرتني نساء قريش وقلن: زوجَّك أبوك معدماً لا شيء له، فقال الرسول ÷: «مهلاً وإياي أن أسمع هذا منك، فإني لم أزوجك حتى زوجك الله من فوق عرشه، وشهد على ذلك جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، وإن الله اطلع إلى أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق علياً، فأوحى إلي فزوجتك إياه واتخذته وصياً ووزيراً، فعليٌ أشجع الناس قلباً، وأعلم الناس علماً، وأحلم الناس حلماً، وأقدم الناس إسلاماً، وأسمحهم كفاً، وأحسن الناس خلقاً، يا فاطمة إني آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدي فأدفعها إلى علي، فيكون آدم ومن ولد تحت لوائه، يا فاطمة إني غداً مقيم علياً على حوضي يسقي من عرف من أمتي يا فاطمة وابنيك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وكان قد سبق اسمهما في توراة موسى، وكان اسمهما في الجنة شبرا وشبيرا فسماهما الحسن والحسين لكرامة محمد ÷ على الله تعالى ولكرامتهما عليه، يا فاطمة يكسى أبوك حلتين من حلل الجنة ويكسى علي حلتين من حلل الجنة ولواء الحمد في يدي وأمتي تحت لوائي فأناوله عليا لكرامته على الله تعالى، وينادي مناد يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، وإذا دعاني رب العالمين دعا علياً معي، وإذا جثوت جثا علي معي، وإذا شفعني شفع علياً معي، وإذا أجبت أجاب علي معي، وإنه في المقام عوني على مفاتيح الجنة، قومي يا فاطمة إن