طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حديث الأعمش والمنصور

صفحة 57 - الجزء 1

  شاب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ذو المنفعة والمنقبة في الإسلام، وأمهما فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء أهل الجنة، معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس عماً وعمة؟» قالوا: بلى يا رسول الله قال: «عليكم بالحسن والحسن، فإن عمهما جعفر ذو الجناحين يطير بهما في الجنات مع الملائكة، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب معشر الناس، ألا أدلكم على خير الناس خالاً وخالة؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «عليكم بالحسن والحسين فإن خالهما القاسم ابن رسول الله، وخالتهما زينب بنت رسول الله، ألا يا معشر الناس أعلمكم أن جدهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأبوهما في الجنة، وأمهما في الجنة، وعمهما في الجنة، وعمتهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وخالتهما في الجنة، وهما في الجنة، ومن أحب ابني علي فهو معنا غداً في الجنة، ومن أبغضهما فهو في النار، وإن من كرامتهما على الله أنه أسماهما في التوراة شبّراً، وشبيراً».

  فلما سمع الشيخ الإمام هذا مني قدمني، وقال: هذا حالك وأنت تروي في علي هذا؟ فكساني خلعة، وحملني على بغلة بعتها بمائة دينار، ثم قال لي: أدلك على من يفعل بك خيراً؟ هاهنا أخوان لي في هذه المدينة أحدهما كان إمام قوم وكان إذا أصبح لعن علياً ألف مرة كل غداة، وإنه لعنه يوم الجمعة أربعة آلاف مرة، فغير الله ما به من نعمة؛ فصار آية للسائلين، فهو اليوم يحبه، وأخ لي يحب علياً منذ خرج من بطن أمه فقم إليه ولا تحتبس عنده، والله يا سليمان لقد ركبت البغلة وإني يومئذٍ لجائع، فقام معي الشيخ وأهل المسجد حتى صرنا إلى الدار، وقال الشيخ: انظر لا تحتبس، فدفعت الباب وقد ذهب من كان معي، فإذا شاب أدم قد خرج إلىَّ فلما رآني والبغلة قال: مرحباً بك، والله ما كساك أبو فلان