حكاية العلوية وابن المبارك
  المجوسي وقل له: قد أجيبت الدعوة، فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئلا يظن المجوسي أنه يتعرض له، وكان الرجل - أي المجوسي - في دنيا واسعة، فرأى الرجل رسول الله ÷ ثانياً فأصبح وأتى المجوسي وقال له في خلوة من الناس: أنا رسول رسول الله ÷ إليك، ويقول لك: قد أجيبت الدعوة، فقال: أتعرفني؟ قال: نعم، قال: فإني أنكر دين الإسلام ونبوة محمد، فقال: أنا أعرف هذا، وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة، فقال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ودعا أهله وأصحابه وقال لهم: كنت على ضلال وقد رجعت إلى الحق فأسلموا، فمن أسلم فما في يده فهو له، ومن أبى فلينزع مالي من عنده، قال: فأسلم القوم وأهله، وكانت له ابنة مزوجة من ابنه ففرق بينهما، ثم قال لي أتدري ما الدعوة؟ قلت: لا والله، وأنا أريد أن أسألك الساعة، فقال: لما تزوجت ابنتي صنعنا طعاماً ودعوت الناس فأجابوا وكان إلى جانبنا أشراف فقراء لا مال لهم، فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصراً في وسط الدار، قال: فسمعت صبية تقول لأمها يا أماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه، قال: فأرسلت إليهم بطعام كثير وكسوةٍ ودنانير للجميع، فلما نظروا إلى ذلك قالت الصبية للباقيات: والله ما نأكل حتى ندعو له، فرفعن أيديهن، وقالت: حشرك الله مع جدنا رسول الله ÷ وأمَّن بعضهم، فتلك الدعوة التي أجيبت.
حكاية العلوية وابن المبارك
  ومنه ما رواه سبط بن الجوزي بسنده إلى عبد الله بن المبارك، وكان يحج سنة ويغزو سنة قال: فخرجت بخمسمائة دينارٍ إلى موقف الجمال بالكوفة لأشتري جمالاً فرأيت امرأة على بعض المزابل تنتف ريش بطة منتنة، فقدمت إليها فقلت: