طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية العلوية والمجوسي

صفحة 69 - الجزء 1

  لم تفعلين هذا؟ فقالت: يا عبد الله لا تسأل عما لا يعنيك، قال: فوقع في خاطري شيء فألححت عليها فقالت: يا عبد الله قد ألجأتني إلى كشف سري إليك، أنا امرأة علوية، ولي أربع بنات يتامى مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئاً، وقد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة أصلحها وأحملها الى بناتي فنأكلها، قال: فقلت في نفسي: ويحك يابن المبارك أين أنت عن هذه؟ فقلت: افتحي حجرك، ففتحته فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة لا تلتفت قال: ومضيت إلى المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحج في ذلك العام، ثم تجهزت إلى بلادي، وأقمت حتى حج الناس وعادوا فخرجت تلقاء جيراني وأصحابي فجعلت كل من أقول له قبل الله حجك وشكر سعيك، يقول لي وأنت قبل الله حجك وشكر سعيك، أما قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا؟ وأكثر على الناس في القول، فبت مفكراً في ذلك فرأيت رسول الله ÷ في المنام وهو يقول: يا عبد الله لا تعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي فسألت الله أن يخلق على صورتك ملكاً يحج عنك كل عام، فإن شئت أن تحج وإن شئت أن لا تحج.

حكاية العلوية والمجوسي

  ومنه أيضا ما ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه (الملتقط) قال: كان ببلخ رجل من العلويين نازلاً بها، وكان له زوجة وبنات فتوفي الرجل، قالت المرأة: فخرجت بالبنات إلى سمر قند خوفاً من شماتة الأعداء، فوصلت في شدة البرد فأدخلت البنات المسجد ومضيت لأحتال لهن في القوت، فرأيت الناس مجتمعين إلى شيخ فسألت عنه، قالوا: هذا شيخ البلد، فقدمت إليه وشرحت حالي لهم