حكاية العلوية والمجوسي
  فقال: أقيمي عندي البينة أنك علوية، ولم يلتفت إلىَّ فيئست منه وعدت إلى المسجد، فرأيت في طريقي شيخاً جالساً على دكة وحوله جماعة، فقلت: من هذا؟ قالوا: ضامن أمن البلد وهو مجوسي، فقلت: عسى أن يكون عنده فرج فتقدمت إليه وحدثته حديثي وما جرى لي مع شيخ البلد، وأنَّ بناتي في المسجد ما لهن شيء يقتاتون به، فصاح بخادم له فخرج فقال: قل لسيدتك تلبس ثيابها، فدخل - أي الخادم - وخرجت امرأته معها جواري فقال: اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار، فجاءت معي وحملت البنات، وقد أفرد لنا داراً في داره، وأدخلنا الحمام، وكسانا ثيابا فاخرة، ومال علينا بألوان الأطعمة، وبتنا بأطيب ليلة، فلما كان نصف الليل رأى شيخ البلد المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت، واللواء على رأس رسول الله، وإذا قصر من الزمرد الأخضر فقال: لمن هذا القصر؟ قيل: الرجل مسلم موحد فتقدم إلى رسول الله ÷ فأعرض عنه، فقال: يا رسول الله تعرض عني وأنا رجل مسلم؟ فقال له: أقم البينة أنك مسلم فتحير الرجل فقال رسول الله ÷ نسيت ما قلت للعلوية وهذا القصر للذي هي في داره، فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي، وبث غلمانه في البلد وخرج بنفسه يدور على العلوية، فأخبر أنها في دار المجوسي، فجاء إليه فقال: أين العلوية؟ قال: عندي قال: إني أريدها قال: ما إلى هذا سبيل قال: هذا ألف دينار وتسلمهن إلىَّ فقال: لا والله ولا بمائة ألف، فلما ألحَّ عليه قال له: المنام الذي رأيته أنا أيضاً رأيته والقصر الذي رأيته لي خلق، وأنت تدل علي بإسلامك، والله ما نمت ولا أحد في داري إلا وقد أسلمنا كلنا على يد العلوية وعادت بركاتها علينا، ورأيت رسول الله ÷ فقال لي: القصر لك ولأهلك بما فعلت مع العلوية وأنتم من أهل الجنة.