طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

ماتوا من خشية الله

صفحة 72 - الجزء 1

  الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ٧٠ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ٧١ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ٧٢}⁣[غافر] فشهق الرجل ووقع مغشياً عليه، فخرجنا وذهب إلى آخر وقرأ عليه الآية فوقع مغشياً عليه، ثم جئت به إلى ثالث فقال: ادخلوا إن لم تشغلونا عن ربنا، فدخلنا فقرأت عليه: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ١٤}⁣[إبراهيم] الآيات فوقع مغشياً عليه، فأدرته على ستة رجال كل واحد نخرج ونتركه مغشياً عليه، ثم أتينا إلى السابع فدخلنا على شيخ فان وهو في مصلاه فسلمنا فلم يشعر بسلامنا، فقلت بصوت عالٍ إن للخلايق غداً مقاماً. فصاح بين يدي، وبقي فاتحاً فاه يصيح بصوت ضعيف، فرحنا وتركناه، ثم بعد ذلك سألنا عن أحوالهم فقيل لي مات منهم ثلاثة [ومنهم من] بقي على حاله ثلاثة أيام ثم أفاق.

  وكان الإمام زيد بن علي زين العابدين # في مسجد رسول الله ÷ إذا قرئ عليه القرآن أغُمي عليه، وكان يقال له: حليف القرآن.

  وروي عن داود # (لأسبحن تسبيحاً ما سبحه به أحد من خلقه)، فناداه ضفدع أتفخر على الله بتسبيحك، وأنا منذ سبعين عاماً ما جف لساني عن ذكره، ولي عشرة ليال اشتغالا بكلمتين، قال: ما هما؟ قال: يا مسبحاً بكل لسان ومذكوراً في كل مكان.