حكاية
حكاية
  قال ذو النون المصري: رأيت عبداً أسود قد أشرق ذلك المكان من نوره، وهو يقول: سبحان من أيقنت القلوب بربوبيته، وعذبت الألسن بوحدانيته فالفراعنة له خاضعون والقرون الماضية في قبضته مجتمعون، فقلت: السلام عليك فقال: وعليك السلام يا ذا النون فقلت من أين عرفتني ولم ترني قبل ذلك؟ قال: أوقدت في قلبي مصابيح الهدى، فعرفتك بمعرفة من على العرش استوى قلت ما اسمك؟ قال: صندل، قلت متى يصلح العبد للولاية؟ قال: إذا نشرت عليه أعلام الهداية، وشملته أنوار الرعاية، فعند ذلك تلوح له رايات النهاية، فقلت: له زدني قال: إن الله تعالى عباداً أقلوا الكلام، وألفوا الظلام والتحفوا بالصيام، حتى وصلوا إلى ذي الجلال والإكرام.
حكاية
  رأى بعض الزهاد طعاماً قد فاحت رائحته فاشتهاه، وتبع صاحبه إلى السوق، فسمع قائلاً يقول: إن اللص أخذ من جيب فلان دراهم فنظروا إلى الزاهد فرأوه غريباً فأخذه الوالي إلى السجن، وكان ذلك الطعام محمولاً لبعض الأكابر، فلما قدمه بين يديه قال للزاهد كل فأكل حتى شبع، ثم قال: يا إلهي كنت قادراً أن تطعمني هذا الطعام بغير تهمة السرقة والسجن، فهتف به هاتف من طلب الجيف فليصبر على عض الكلاب، وإذا بقائل يقول: قد وجدنا اللص فأطلقوا الغريب.