طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية العجوز والفتاة

صفحة 81 - الجزء 1

  حبي لك ولأبيك مطعم المساكين وأمك صاحبة الخير والمساعدة فلو خرجتِ معي ليلة الجمعة بعد خمسة أيام ففي حارتنا عرس لأحد الجيران الأغنياء تتفرجين وقد جاءتني دعوة لي ولمن أحب، وسأكون معك ملازمة مثل الظل، لا أزول عنك، وإذا شئت جلست في بيتي وكوني على الشباك في المنظر وأفراح العرس بجنب بيتي كأنك عندهم في الحفلة إذا لم تريدي أن تخرجي عندهم انظري ما أحسن هذا الرأي وسترتاحين حين ترين البنات الجميلات اللابسات أحسن الثياب والعروسة بينهن، وتسمعين الزفة الصنعانية بين زغاريد الصبايا والمحجبات مثلك من كل بيت، والمغنيات اللواتي يأخذن بمجامع القلوب وترتاحين وتخرجين من هذه الغمة ولو لمدة ساعة، وأردك بنفسي لا أركن بك على أحد، فقالت الفتاة ومعك شباك مثل شباك مكان أبي مطلً على الحفلة؟ قالت: نعم ومفروش بسجادة جميلة وفي نوافذه شتلات النرجس والورود والريحان، أقضي فيه أيامي ساعة أذكر ربي وساعة أتفرج على الناس، وعلى الغادي والرائح، وعلى أطفال الحارة وهم يلعبون صدقيني إنها متعة لو ترين ذلك لارتحت كثيراً، قالت البنت وسيحضر العرس بنات مثلي؟ قالت العجوز: ياللعجب كل بنات الحارة والكثير من بنات صنعاء، حتى بنات الإمام وبنات الحاكم والعامل والمشايخ، قالت البنت: وأجلس أتفرج من الكشك ولا أخرج وأنت عندي لأنني أستحيي، قالت العجوز: هذا على اختيارك فإن شئت خرجت أنا وإياك ولا أفارقك لحظة واحدة، وسترين بنات مثلك يرقصن ويغنين ويزغردن لأن الدف جائز في الأعراس، افهميني افهميني ... فقالت الفتاة: شوقتيني ولكن أبي لا يأذن لي عند أحد، قالت العجوز: ولكني سأكلمه وصدقيني ستفرحين وتمرحين مع البنات الجميلات وتنظرين العروس متوجة