حكاية العجوز والفتاة
  والورد على رأسها، ساعة فقط وأردك إلى البيت، وقاطعت الحديث الفتاة والبنات أجمل مني؟ قالت العجوز كلا ما رأت عيني مثلك في بنات صنعاء كلهن الله يقرع الشيطان، ما رأيك يابنتي أقل للقاضي وأمك؟ قالت: نعم. وقامت الفتاة تستأذن للعجوز من أبيها، وقالت له: هذه العجوز الفاضلة تريد أن تسلم عليك يا أبي مسكينة طيبة، دعوها تسلم عليكم واعطوها شيئاً، فقامت العجوز ونشرت مسبحة طويلة وتسترت بستارها الكبير وذكرت: الله الله الله ما شاء الله على الصالحين، ودخلت على القاضي، صباح الخير يا قاضي كيف حالكم؟ لم أعد أقدر على القيام إذا قعدت، ماشاء الله عليكم يا قاضي رجعتم شباب، ماشاء الله ما هذه الصورة الطيبة؟ قال القاضي: اتركي الهزل إنما هو خضاب وليس شباب، فقالت العجوز: هنيئاً لك الدنيا والآخرة، الجميع يذكركم بالخير ويثني عليكم، وقالت ابنتكم هذه الجوهرة النفيسة لماذا لا تزوجوها؟ قال: قد خطبها أناس طيبون أكفاء شرفاء كرام، ولكن لم تقبل منهم أحداً ماذا نفعل؟ أنا مرتاح منها جالسة على مصحفها وكتابها لا تفارقهما، قالت: ما شاء الله ما شاء الله، قرع الله الشيطان منكم ومن بنتكم وزوجتكم الطيب لا يأتي إلا بطيب، ونهضت العجوز وهي تقول مع السلامة، وحنت وونت واستوت قائمة وقالت: مارأيكم يا قاضي عند جيراننا عرس ليلة الجمعة لو تأذنوا لبنتكم تخرج معي، فقاطعها الأب لا لا لم تخرج من قبل عند أحد، فغمزت البنت للعجوز أن أعيدي له ما قلت لي فقالت العجوز: إنني سوف ألازمها ولا أفارقها ولمدة ساعتين، وإذا مرادها أن لا تخرج إلى العرس جلست في الكشك تتفرج إلى أن تتم الحفلة والزفة، وسأرجعها بنفسي بالله عليكم يا قاضي ائذنوا لها وأنا ملتزمة لكم أنني ما أفارقها، أجابت الأم: ائذنوا لها تسمر قليلاً وتردها هذه