حكاية
حكاية
  قال بعض الصالحين: رأيت امرأة في الطواف وهي تقول: يا لطيف، يا لطيف يا لطيف، يا كريم بلطفك القديم، فإن قلبي إلى العهد مقيم، فسألتها عن ذلك؟ فقالت: انظر إلى هذا الصبي النائم فإني خرجت إلى الحج في البحر فانكسر المركب، وصرت على لوح فوضعته في تلك الشدة في حجري وأنا علي اللوح فبينما الموج يقذفني والصبي في حجري وإذا برجل على لوح فراودني عن نفسي فامتنعت منه فأخذ الصبي وطرحه في البحر فرفعت طرفي إلى السماء وقلت: اللهم يامن يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا العبد، فخرجت دابة من البحر فأخذته، ثم ساق الله تعالى مركباً فأخذوني من على اللوح، فرأيت هذا الصبي بينهم فسألتهم عنه فقالوا: وجدناه على ظهر دابة وهو يرضع من إبهامه لبناً فقلت: إنه ولدي، وأخبرتهم بقصتي. قال: فأردت أن أدفع لها دراهم فقالت: (يا بطال) أحدثك عن لطفه وجميل فعله وآخذ الرزق من غيره، وأنشدت: -
  وكم الله من لطف خفي ... يدق خفاه عن فهم الذكي
  وكم يسر أتى من بعد عسر ... ففرج كربة القلب الشجي
  وكم أمر تساء به صباحاً ... وتأتيك المرة بالعشي
  إذا ضاقت بك الأسباب يوماً ... فثق بالواحد الفرد العلي