طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في حقيقة العبودية

صفحة 98 - الجزء 1

  وأوهمته أني أفعل، ثم أتيته بعد ساعة فقال: ألم أقل لك: ابعث إلى جعفر بن محمد، فوالله لتأتيني به أو لأقتلنك أشر قتلة، فذهبت إليه فقلت: أبا عبدالله أجب أمير المؤمنين، فقام معي فلما دنونا من الباب قام فحرك شفتيه، ثم دخل فسلم فلم يرد عليه، ووقف فلم يجلسه، ثم رفع رأسه وقال: يا جعفر، أنت الذي كيت وكيت، فحدثني أبي عن أبيه عن جده عن النبي ÷: (يبعث للغادر لواء يعرف به).

  قال جعفر بن محمد: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن النبي ÷ قال: «ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش: ألا ليقم من كان أجره على الله تعالى، فلا يقوم من عباده إلا المتفضلون» فما زال يقول حتى سكت ما به وألان له، فقال له: اجلس أبا عبد الله، ارتفع أبا عبد الله بعالية فيها دهن فأراقه عليه بيده، والعالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين، ثم قال: انصرف أبا عبد الله في حفظ الله تعالى، ثم قال: ياربيع أتبع أبا عبد الله جائزته وأضعفها له، فخرجت فقلت: أبا عبدالله تعرف محبتي لك، قال: أنت منا حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي ÷ قال: «مولى القوم منهم» فقلت: يا أبا عبد الله شهدت ما لم تشهد، وسمعت ما لم تسمع وقد دخلت ورأيتك تحرك شفتيك عند دخولك إليه، قال: دعاء كنت أدعو به قلت: دعاء حفظته عن آبائك الطاهرين؟ قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي ÷ كان إذا أحزنه أمر دعا بهذا الدعاء وكان يقول: إنه دعاء الفرج ...

  «اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، وارحمني بقدرتك علي [فلا أهلك]، أنت ثقتي ورجائي، فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك بها شكري، وكم بلية ابتليتني بها قل لك بها صبري، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم