صفوة الاختيار في أصول الفقه،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة: [الكلام في الدليل على ورود التعبد بخبر الواحد]

صفحة 181 - الجزء 1

  وأما السنة: فما ظهر من بعث النبي ÷ مَنْ بعث من السعاة في الآفاق لقبض الزكوات والأعشار، وليعلم الناس معالم الدين كبعثه معاذ بن جبل إلى اليمن وغيره من عماله، فلو كان خبر الواحد لم يرد به التعبد لم يبعث من ذكرنا؛ لأنه عند ذلك يلزمهم ما لم يرد به التعبد وحاشاه من ذلك، وكيف وإنما أخذت الشريعة عنه.

  وأما الإجماع: فما ظهر بين الصحابة من غير مناكرة من قبول أخبار الآحاد؛ فإن علياً ~ قال: (كنت إذا سمعت من رسول الله ÷ حديثاً نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، فإذا حدثني عنه غيره حلفته، فإن حلف صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر).

  ولما أشكل عليه أمر المذي أمر المقداد بن الأسود⁣(⁣١) ¦ يسأل رسول الله ÷ واستحيى عن سؤاله لمكان ابنته، فأخبره بحكمه فقبل منه.

  وطلب أبو بكر حكم الجدة، وكان يرى فيه برأيه حتى أخبره المغيرة⁣(⁣٢) ومحمد بن مسلمة⁣(⁣٣) أن رسول الله ÷ فرض لها السدس، ورجع عن قضية لخبر رواه له بلال.


(١) المقداد بن الأسود، نسب إليه لأنه تزوج أمه ونشأ في حجره وتبناه، واسم أبيه عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي، كان من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد بدراً وما بعدها ولم يكن يوم بدر فارس غيره.

وفي جامع الترمذي: «أمرني ربي بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم» فقيل من هم؟ فقال: «علي وأبو ذر والمقداد وسلمان».

ومناقبه كثيرة ... إلى قوله أيده الله تعالى: توفي بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين عن سبعين.

.. إلى قوله أيده الله تعالى: وفضائله غزيرة ومقاماته مع الوصي # في إنكار عقدهم يوم السقيفة ويوم الشورى معلومة وهو من أعلام السابقين المخلصين ولايتهم لله تعالى ولرسوله ÷ ولوصيه أمير المؤمنين #. انظر لوامع الأنوار لمولانا الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (ط ٢ - ٣/ ١٨٣، ١٨٥).

(٢) المغيرة بن شعبة، كان سبب إظهاره الإسلام أنه صحب قوماً فاستغفلهم وهم نيام وقتلهم وأخذ =