صفوة الاختيار في أصول الفقه،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة: [الكلام في أن الأمر قول ظاهر فهم منه المراد]

صفحة 46 - الجزء 1

  ومنهم من قال: هو قول القائل لمن دونه: افعل، مع إرادة الآمر للمأمور به، وهو اختيار للسيد المؤيد بالله⁣(⁣١) قدس الله روحه.

  وذهب شيخنا أبو علي الحسن بن محمد الرصاص ¦ إلى أن الأمر هو قول القائل لغيره: افعل على جهة الإستعلاء دون الخضوع، وغرضه أن يفعل المقولُ له الفعلَ.

  واعترض قول الحاكم بالتهديد فإنه قول القائل لمن دونه: افعل وليس يأمره.

  واعترض القولين قول الحاكم، والمؤيد قدس الله روحه بأن الإنسان قد يكون آمراً من فوقه إذا ورد اللفظ على جهة الإستعلاء دون الخضوع، وهذا هو الذي نختاره.

  ومنهم من قال: هو قول القائل لغيره: افعل أو لتفعل على جهة الإستعلاء دون الخضوع، ولم يشرط الإرادة؛ لأنها شرط في كونه أمراً، وما يكون شرطاً في الشيء لا يدخل في حدِّهِ وحقيقته، وحكى أنه اختيار القاضي شمس الدين ¥، وهذا أيضاً ينتقض بالتهديد كما قدمنا.


(١) المؤيد بالله هو الإمام أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.

ولد # بآمل سنة (٣٣٣ هـ)، من أئمة أهل البيت $ في الجيل والديلم، لم يُرَ في عصره مثله علماً وفضلاً وزهداً وورعاً وسخاوة وشجاعة وحلماً، ولم يبق فن من فنون العلم إلا وقد ضرب فيه بأوفر نصيب، وبرز في علم النحو واللغة، وأحاط بعلوم القرآن والشعر وأنواع الفصاحة، وله معرفة بعلم الحديث معرفة كاملة رواية ودراية وجرحاً وتعديلاً؛ دعا إلى الله ø سنة (٣٨٠ هـ) وبايعه العلماء والفضلاء منهم القاضي عبد الجبار والصاحب بن عباد وغيرهما، ولم يزل ناشراً للعلم، محيياً لرسوم الدين مجاهداً للظالمين، محارباً للمفسدين حتى توفي # يوم عرفة سنة (٤١١ هـ)، ودفن يوم عيد الأضحى وكان عمره (٧٧ سنة) ومشهده بلنجا.

وله المؤلفات الكثيرة العدد في الأصول والفروع، ومن مؤلفاته: كتاب إعجاز القرآن، وكتاب النبؤات والآداب، وله التجريد وشرحه أربعة مجلدات وهو من معتمدات أهل البيت $ في الفقه وغير ذلك من المؤلفات الواسعة.