السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ذكر فضله # وبركته، وما ظهر من كراماته

صفحة 111 - الجزء 1

  ومثلها: في غزاة نجران وقد أصاب العسكر عطش عظيم وسموم شديد حتى صار بعضهم صرعى تحت الشجر من شدة الظمأ، فأنزل الله تعالى عليهم مطرًا في غير وقته من غير سيل ما كفاهم، فشربوا منه واستراحوا واستمروا في طريقهم حتى فتح الله على أيديهم واستظهروا على عدوهم.

  ومنها: ما رواه الشيخ محمد بن الحسن الرصاص عن الشيخ الفاضل العالم العامل محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد، وكان يحضر في جماعة من أصحابه إلى الفقيه عبد الرحمن بن محمد المحلي الشافعي بمدرسة شهاب المعروفة بصنعاء مداراة له وخوفاً منه، وذلك أيام كان الإمام # بالجوف، فكان يتكلم على الإمام ويسبه ويؤذيهم بذلك ويتعمد ذلك في حضورهم للمبالغة فيما يؤدي إليهم من الغم، وكان يسميه الخارجي الكذاب على صاحب العتبة الشريفة، يعني خليفة بغداد، ويفتي بجواز قتل الإمام #، وقال في بعض الأيام: إن اخضرت هذه السارية اعتقدت إمامة عبد الله بن حمزة، ويحتج بالخبر عن النبي ÷ على جواز قتله: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهم»، وكانت عنده بغضة شديدة، وعداوة أكيدة، فقال في بعض الأيام واستغفر الله وتاب إليه: أنسيت أن أسب إمامكم يوم الجمعة على المنبر، وقد كنت نويت ذلك، ووعدهم بأنه يسبه في الجمعة المقبلة، وكان عند شهاب بمنزلة عالية، وعند الفقهاء من أهل مذهبه لمكان معرفته وسعة رواياته في الأخبار، فما دارت عليه الجمعة حتى أمر السلطان إسماعيل إلى شمس الخواص بشنقه، فشُنِقَ وصار عبرة للعالمين، وأراح الله منه على المسلمين.