السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ذكر فضله # وبركته، وما ظهر من كراماته

صفحة 110 - الجزء 1

  ومنها: مجيء فرسيه # في تلك الليلة وعليها العدة والسلاح من قدام المسجد الجامع تتلو إحداهما الأخرى من غير قائد ولا سائق في أزقة مختلفة إلى جهات مختلفة حتى أتيا الشارع الذي فيه الدار التي كان فيها الإمام #، ولم يدخلا صنعاء قبلها؛ إذ هما من خيل نجد وهما معه منذ قيامه.

  ومنها: فتح ذمار وبها ستمائة فارس من خيار الجند وأشدهم عزيمة، وما رماهم الله به من الخذلان وتفريق الشمل، حتى صدر منهم شهاب الجزري في مائتي فارس إلى صنعاء، وأراد بذلك فض عسكر الإمام # وإطفاء نور الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون.

  وروى لي الشيخ المكين فخر الدين مرحب بن سلمان، قال: روى لي جماعة كثير من أهل ذمار ومن الجند الذين كانوا بها أنهم شاهدوا عساكر من خيل ورجال سدت عليهم الآفاق، وريح عظيمة كفت وجوههم وأبصارهم حتى منعتهم من التصرف في القتال، وأنهم يريدون الرمي بالنشاب فتتساقط من أيديهم، وربما يتفقأ وينكسر في الهواء، قال: وكانت خيل الإمام # يومئذ العربية نيفا وعشرين، والغزية ما تبلغ المائة، فكان ما سنذكره في موضعه إن شاء الله من أسرهم وتغنم الأموال الجليلة منهم.

  ومنها: الماء الذي وقع عليه عسكر الإمام # في غزاة حرض وقد أشفوا على الهلكة وكادوا يموتون من السَّمُوم والظمأ، وقد مال بهم الليل عن الطريق فصاروا في خبت نازح من الحي والماء، فوجدوا ذلك الماء الكثير في تلك الأرض ولم يعهدوه فيها ولا علموا به، ولا كان بها أثر مطر ولا نهر جار، وذكروا أنه لولا ما منَّ الله به عليهم من ذلك الماء لما راح منهم مخبر.