[رؤيا إسحاق الحميري]
  هذا؟ فقال: فيه أبيات شعر، قلت: أرنيها أو أعطني الكتاب، قال: أنا أُحَفِّظُكَ ما فيه، فقلت: هات، فقال: اسمع، وأنشد هذه الأبيات:
  الله أكبر هذا سيد النذر ... بعد النبي وهذا أفضل البشر
  هذا ابن حيدرة هذا ابن فاطمة ... هذا الذي جاء في التنزيل والسور
  هذا الذي وعد الله الأنام به ... يحيي الهدى كحياة الأرض بالمطر
  هذا الذي كانت الأخبار من قِدَم ... فيه وأمسى عيان الخُبْرِ كالخَبَرِ
  صلوا على شخصه يا حاضرون معاً ... صلوا على صورة من أشرف الصور
  الله ناصره جلت جلالته ... من عالم فاتح بالنصر مقتدر
  قد قال في سورة الفرقان ما سمعت ... آذانكم ثم في طس والزمَرِ
  أيضاً وفي آية الكرسي فاستمعوا ... لقوله يا ذوي الأذهان والفِكَر
  قال القاضي أيده الله: وسألت سالم بن عقبة البحيري وقد وصل صحبته إلى مدينة أثافت عن هذه القصة، فقال: نعم كنت نائماً بمسجد حلملم بحذائه فسمعته يترجم بحديث لا أفهمه، فأمسكت عن إيقاظه فلم يسكت، فلما انتبه سألته عن قصته فقص لي رؤياه هذه وذكر هذه الأبيات، وأخذ يكررها حتى حفظها.
  قال القاضي: ومن أبلغ دلائل هذه الرواية أن رائي هذه الأبيات لا يحسن نظم الشعر جملة.