السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

المنامات الصادقة المروية عن الثقات المعروفين بالصدق، والملاحم المبشرة به #

صفحة 143 - الجزء 1

  أما دقة الساق: فمعلوم بالمشاهدة لكل من رآه.

  وأما حدة النظر: فظاهر لكل من خبره وحضره، ولقد رأيته مرارًا وشاهدته أسفارًا في جماعة من أصحابه يقرأ الكتب المضمخة في أوساط البيوت بين المغرب والعشاء الآخرة حيث لا نستطيع القراءة ولا نظر الكتابة وهو يقرأ مستمرّاً، ولقد رأيته مرة بأثافت في بيت سفل مظلم بين صلاة المغرب والعشاء ينسخ في كراسة فعجبت من ذلك وقلت: يا مولانا، كيف تستطيع الكتابة في هذا الوقت؟ فقال: ننظره إذا أتى الضوء، فلما أتي بالسراج نظرناه جميعاً فإذا نحن لا نفرق بينه وبين نساخته في الضوء قبل ذلك.

  وكذلك قلة اللحم وصفرة الجلد: كل ذلك معروف بالمشاهدة.

  ومنها: اسمه الذي ذكر المتقدمون، وأنه يمني السكن شامي النسب؛ لأن جده أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن الإمام القائم من أرض الحجاز، الخارج إلى اليمن أتى من جهة الشام، ومضر كلها شامية، والفتوح الموافقة التي كانت على يديه في الأوقات المذكورة والتاريخات التي نطقت بوقت قيامه من غير زيادة في أكثرها ولا نقصان.