السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

المنامات الصادقة المروية عن الثقات المعروفين بالصدق، والملاحم المبشرة به #

صفحة 142 - الجزء 1

  فحصره في حصن براش⁣(⁣١)، وخرج منه على شروط لم يف بها، سنذكرها في موضعها إن شاء الله، فأُخذَ وأصحابه وشتت الله شملهم وفرق جمعهم، وكان أسرهم ليومين من ربيع الآخر.

  ومنها: أبيات من قصيدة قديمة ذكر صاحبها الخوارج التي تقدمت قبل خروج قائم الحق، ثم ذكر ظهوره وصفات الغز التي شاهدناها فيهم عياناً، فقال:

  أهل فسق ولواط ظاهر ... أهل تعذيب وضرب بالخشب

  كفروا بالدين ثم اشتغلوا ... بفراغ الناس حبًّا للذهب

  يتركون الفرض والسنة لا ... يعرفون الله ليسوا بعرب

  فهم كالجن من أبصرهم ... طار رعبا ثم خوفا وهرب

  ينقلون المال من أرض سبأ ... نحو مصر ودمشق وحلب

  فإذا ما الناس ضاقوا منهم ... في بسيط الأرض طرًّا والجدب

  ظهر القائم من أرض سبأ ... يمني السكن شامي النسب

  اسمه باسم أبي الطهر النبي ... ذاك عبد الله كشاف الكرب

  يملأ الأقطار عدلًا مثلما ... ملئت جورًا وهذا قد غلب

  تظهر الخيرات في أيامه ... وترى الباطل فيه قد هرب

  وترى الأشيب في دولته ... يتمنى كل يوم أن يشب

  فقد بين في هذه النبذة اليسيرة من هذه الدلالات من صفاته في خَلقِهِ وخُلُقِهِ وأفعاله ما هو ظاهر لمن شاهده، موافق لما نطقت به الملاحم والدلالات.


(١) براش: جبل عظيم متصل من جهة الشرق بجبل نقم، وهو حصن مشهور بصنعاء وبه آثار قديمة، وطريقه من سعوان.