السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وقعة ميتك]

صفحة 150 - الجزء 1

[وقعة ميتك]

[إقامة الإمام قبل الدعوة في الجوف وإصلاح أحواله]

  وذلك: أنه انتقل إلى حجة لنصف شهر شعبان من سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة وقد علت كلمته وذكره، ووقعت الهيبة في قلوب أهل الظلم منه، فقام بميتك محتسباً لحرب السلطان علي بن حاتم⁣(⁣١)، وفي إثره حارب سيف الإسلام⁣(⁣٢) قبل الدعوة إماماً سابقاً مجاهداً، ثم حارب إسماعيل⁣(⁣٣) بعد ذلك


(١) هو السلطان علي بن حاتم بن أحمد بن عمران بن الفضل اليامي، هو الثاني من سلاطين الدولة الحاتمية، تولى بعد وفاة أبيه حاتم سنة (٥٥٦) ه، وسيطر على حصون كثيرة، وكان له مواقف كثيرة مع الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #، ثم مع الإمام المنصور بالله #، ومواقفه بين الولاء والعداء، بقيت صنعاء تحت سلطانه إلى شوال سنة (٥٨٥) ه، حين استولى عليها طغتكين الأيوبي، فانتقل إلى حصن ذمرمر، وتوفي به سنة (٥٩٧) ه.

(٢) سيف الإسلام: هو طغتكين بن أيوب أخو صلاح الدين الأيوبي، أحد سلاطين الدولة الأيوبية في اليمن، تولى سنة (٥٧٩) هـ، وسيطر على معظم أجزاء اليمن، وقد وقعت بينه وبين الإمام المنصور بالله # معارك والإمام في أيام دعوته الأولى بالإحتساب التي دعاها (٥٨٣) هـ، وتوفي طغتكين سنة (٥٩٣) هـ.

(٣) هو الملك المعز إسماعيل بن طغتكين بن أيوب، ملك بعد وفاة أبيه، سنة (٥٩٣) ه، كان مجرماً مصراً على الظلم وشرب الخمر، أهوج كثير التخاليط، حتى أنه ادعى أنه قرشيّ من بني أمية، وخطب لنفسه بالخلافة وتلقب بالهادي، وقيل كان مولعاً بذبح بني آدم وأكل لحومهم، وكان سيء السيرة مع أجناده وأمرائه، وأخاف مماليك أبيه، فهرب منهم طائفة، وكان معظم جنده من الأكراد، فوثبوا عليه فقتلوه في رجب سنة (٥٩٨) ه، خارج مدينة زبيد، واستمر ملكه خمس سنوات.