السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[استدعاء أهل ميتك للإمام #]:

صفحة 151 - الجزء 1

  وأقام بها سنتين وثلاثة أشهر، ثم هاجر إلى الجوف الهجرة الأولى فأصلح أحوال أهله، وهداهم سبيل الرشاد بعد أن كانوا على الغي والضلال، وأكثرُ الاختلال في المعاملات كان يختص الجوف الأسفل، فإنهم كانوا يتظاهرون بالربا والفسوق، وظلم الحقوق، وكانت المرأة إذا طلقها زوجها زوجت قبل انقضاء عدتها، فلما حل بينهم عرفهم ما يجب عليهم بلطف وحسن سياسة، فصلحت بحسن تدبيره أحوالهم، واستقامت أمورهم.

[استدعاء أهل ميتك للإمام #]:

  ولما استولى السلطان علي بن حاتم على ميتك وعلت مملكته، بعد أن أتاه مشايخ ميتك وكبارهم فسلموا له حصن جرع⁣(⁣١) ورهنوا أولادهم على الطاعة.

  قال القاضي أيده الله: وكان هنالك من كبار الأشراف بني حمزة: الشريف الفاضل محمد بن الناصر، والشريف الفاضل إبراهيم بن يحيى، والقاضي الأجل شرف الدين إبراهيم بن أحمد، واجتمع إليهم من أفاضل أهل البلد وأهل الدين جماعة، واشتوروا في هذا الأمر المهم، وما قد دهم بلدهم، وبلغهم التوعد بخراب هجرهم وأخذ أموالهم، فنظروا في أمرهم فوقعت خواطرهم على الإمام #، فكاتبوه وسألوه الوصول لدفع هذا الأمر عنهم في رجب وشعبان ورمضان من سنة ثلاث وثمانين، فاعتذر إليهم بما هو فيه من إصلاح أمور الجوف فلم يعذروه، وعلم ما يجب من المدافعة عنهم، فنهض.


(١) حصن جرع: حصن مشهور مَا بين تاج الدين وبلاد عفار، في بلاد بني مَوْهب من مديرية كحلان عفار.