السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[ترثية الإمام لأخيه الشهيد محمد بن حمزة]

صفحة 160 - الجزء 1

  بِنْفسيَ مَنْ بَاعَ المهيمنَ نَفسَهُ ... فأحرزَ مُلكاً دائمَاً ومَوَاهِبَا

  مضَى قُدُمَاً والمُرهفَاتُ تَنُوشُهُ ... لَعَاً لك مَضرُوبَاً ولَا كُنتَ ضَارِبَا

  أغرٌّ كَنَصلِ المشرَفِيِّ تَخَالُهُ ... علَى السَّرْجِ نَجمَاً فِي الدُّجُنَّةِ ثَاقِبَا⁣(⁣١)

  تَقَدَّمَ نَحوَ الموتِ يَبسُمُ للظُّبَا ... ليَنْصُرَ مَظلُومَاً ويُحرِزَ وَاجِبَا

  تَخَلَّفَ عنه نَاصِرُوهُ ولَمْ يَكُن ... لِيُعهَدَ خَوَّارَ العَزِيمَةِ خَايبَا

  تَخَلَّفَ عنه صَحبُهُ ولَرُبَّمَا ... عَدِمتَ إِلَى حَوضِ المنِيَّةِ صَاحِبَا

  تَجَرَّعَهُ ياحبذَا لَكَ مَشرَبَاً ... وحُيِّيتَ عندَ الله ذَلك شَارِبَا

  مُحَمَّدُ غادرتَ القلوبَ جِرَاحَةً ... وكُلَّ مَسِيلٍ للمدَامِعِ سَاكِبَا

  سيثأرُ فيكَ اللهُ دون عِبَادِهِ ... فقد كُنتَ للرحْمَنِ نفسَكَ وَاهِبَا

  وبِيضٌ كِرَامٌ من سُلَالَةِ هَاشِمٍ ... إذا غَضِبُوا كَانَ المهيمنُ غَاضِبَا

  سَنُنْفِدُ فيكَ الصُفْرَ والبيضَ عُنوَةً ... وجُردَ المذاكي والقَنَا والقَوَاضِبَا

  فَنُدْرِكُ من أَرضِ الضَّلَالَةِ ثَأرَنَا ... ونَتْرُكُ أَرضَ الظالِمِينَ سَبَاسِبَا

  فليتَكَ عَاينتَ المَصَانِعَ والقُرَى ... تركنَا ذَرَاهَا للرِّيَاحِ مَلاَعِبَا

  ورثاه بمراث منها قصيدة أولها:

  أَلِخَطْبٍ حَادِثٍ فِي شُوحَطِينْ ... صَدَعَ الرِّزْءُ قلوبَ المؤمِنِينْ

  يَا نَهَارَاً كان شَرَّاً كُلَّهُ ... أنتَ عندي شرُّ أيَّامِ السِّنِينْ

  غابَ فيك البدرُ تِمَّاً وامَّحَى ... واعتَلَى الأوطانَ دُخَّانٌ مُبِينْ

  غَدَرَتْ شَاوِرُ فِينَا واعتَدَتْ ... وأَتَتْ فِعْلاً يُشِيبُ المُرضِعِينْ

  فعلتْ فِعلاً قَبِيحَاً شَانَهَا ... عندَ أهلِ الأرضِ طُرَّاً أجمَعِينْ

  لَمْ تَحُطْ أحْمَدَ فِي أبنَائهِ ... وعلياً مُستبيحَ المارِقِينْ


(١) الدُّجُنَّة كحُزُقَّة: الظلمة.