[قصيدة في الجواب عن يحيى الظليمي]
  أَلَمَّ كَأزهَارِ الرِّيَاضِ النَّواجِمِ ... بَكَتْ فَوقَهَا وَهْنَاً عُيُونُ الغَمَائِم
  وَكالمِسكِ والكَافُورِ نَفحُ نَسِيمِهِ ... وكَالدُّرِّ واليَاقُوتِ فِي سِلكِ نَاظِم
  كِتَابُ امرِءٍ قَد كَانَ أولَى بِوُدِّنَا ... من النَّاسِ فِي أنْجَادِهَا والتَّهَائِم
  وَلَكِنَّهُ أَعطَى الضَّلاَلَ زِمَامَهُ ... فَتَاهَ بِهِ فِي زَاخِرٍ مُتلاَطِمِ(١)
  وَشَايعَ أعدَاءَ الكِتَابِ وَلَمْ يَكُنْ ... لِيحْسُنَ مِنهُ فِعلُ تِلكَ المَآثِم
  وَنَابَذَ مَن قَد كَانَ أولَى بِنَصرِهِ ... ومَا أَحدٌ من نَقصِ عَيبٍ بِسَالِم
  وَكَانَ أبُوهُ قَبلَ ذَاكَ وَجَدُّهُ ... وُلاَةَ الهُدَى والقَامِعُوا كُلَّ ظَالِم
  وَأحنَى عَلَى آلِ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... وأدفَعَ عَنهُم للخُطُوبِ العَظَائِم
  وَلَمَّا نَشَا يَحيَى تَعَاظَمَ ظَنُّنَا ... وَقُلنَا لَبِيبٌ عَالِمٌ أَيَّ عَالِمِ
  فَصِيحٌ شُجَاعٌ مَاجِدٌ ذُو حَفِيظَةٍ ... لَهُ شَرَفٌ فَوقَ النُّجُومِ العَوِاتِم
  عَلِيمٌ بِأسْبَابِ الأمورِ مُجَرِّبٌ ... لَهُ عَزمَةٌ تُزْرِي بأهل العَزَائِم
  فَلَمَّا وَصلَنَا مَيْتَكَاً خَيرَ مَعشَرٍ ... سُرَاةَ بَنِي قَحطَانَ أهلَ المَكَارِم
  تَلَقَّوا بِإنصَافٍ وَبِرٍّ وحَكَّمُوا ... ضُبَاةَ المَوَاضِي فِي الطُّلَا والجَمَاجِم
  وجَادُوا بِأروَاحٍ وَمَالٍ وَسَلَّمُوا ... وَلَمْ يُثنِهِمْ عَنْ نَصرِنَا لَومُ لاَئِم
  وَقَالُوا أَقِمْ فِينَا عَلَى الأمنِ سَالِمَاً ... عَزِيزَاً وَمَن عَادَاكَ لَيسَ بِسَالِم
  وَصَاحَبتُهُم دَهرَاً أُلَبِّي كَلِيمَهُم ... وأُشرِكُهُم فِي السِّرِّ فِي كُلِّ نَاجِم
  وفَارَقتُهُم والعذرُ للكُلِّ وَاضِحٌ ... فَأكرِمْ بِمَن فَارقتُهُ غَيرَ لاَئِم
= في حرب حصن العادي، وفي معركة درب شاكر، وذكر في السيرة المنصورية أنه من الشهداء الذين استشهدوا في معركة درب شاكر سنة (٦٠٠) ه، وهذه القصيدة من الإمام # تحمل على أنها كانت في بداية أمر الإمام وأنه تاب بعدها وأناب وأصلح.
وما بين القوسين زيادة من الديوان.
(١) تاه من التيه: وهو الضياع والضلال.