السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وقعة عجيب]

صفحة 179 - الجزء 1

[وقعة عجيب]

  ومن ذلك: ذكر عجيب⁣(⁣١) وأسبابه ومقامه المشهور فيه #.

[أسباب الوقعة]

  أما أسبابه: فلما جعل السلطان سيف الإسلام لولده إسماعيل ولاية كوكبان وأعماله، وجه الأمير عيسى في ثلاثمائة فارس ورجل كثير إلى نهج ظاهر بني صريم من بلد همدان، فأظهر فيها الفساد من ارتكاب الفواحش، وشرب الخمور في المساجد مع الفواسد، ولم يتركوا شيئاً من المنكرات يقدرون عليه حتى فعلوه، وكان مستقره بمصنعة أثافت عند بني المكم، وكذلك فعلوا في مسجد حوث فإنهم جمعوا الفواسد والغلمان وشربوا به الخمر، وطلعوا إلى أثافت فأرادوا قتل بني المكم وأخذ أموالهم، بعد أن اقتسموهم وصار لكل واحد منهم قسم، فأمروا بالمشايخ، أحمد بن المكم، وولديه، والمطهر بن المكم، فلزموهم وحبسوهم، وجعلوا المطهر وابن أخيه في قيد واحد، فوقع الحرب بينهم وبين أهل البلد، وأمروا صارخاً في بلاد بكيل وبلاد وادعة، وأقبل الناس من كل جهة، ووقع الحرب باقي نهارهم وليلتهم.


(١) عجيب: بوزن رشيد، نقيل بين البون وظاهر حاشد.

وفي هامش النسخة الخطية ما لفظه: رأيت بخط الإمام #: كانت وقعة عجيب يوم عاشر المحرم أول سنة تسع وثمانين، قال: على شك في ذلك، فنسأل الله برد اليقين، فيما يوجب رضوانه. كتبه أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، ونقله عن خطه ~ وعلى آبائه الأكرمين.